التطوري التكنولوجي لا يتوقف، بل متسارعاً وبسرعة كبيرة، وعلى الشركات الكبرى في هذا المجال متابعة هذا التطور والعمل جاهدة لصنع أفضل منتجات بأعلى المواصفات، ومع ذلك تبقى مريحة للاستخدام اليومي، وبالأخص في الالكترونيات المحمولة. منفذ USB يعد المنفذ الأشهر عبر التاريخ، الذي لازال يقدم لنا منذ انطلاقة للمرة الأولى عام 1996، يتابع مسيرته الملحمية بمنفذ جديد يحمل اسم USB 4 Type C، لكن قبل التحدث عمّا يتحرك تقدمه التقنية الجديدة يجب إيضاح بعض المفاهيم.
لوصف التكنولوجيا التي تقدمها منافذ USB، علينا فهم طريقة التسمية، فهناك الرقم. مثلاً 3.1، وهو يمثل جيل المنفذ، وهناك ما يصف الشكل Type. وسنتحدث بشكل مختصر عن ماضي كل منهما بشكل مختصر.
أجيال منفذ USB:
- 1.0: طرح عام 1996، بسرعة نقل بيانات 1.5 ميغابت في الثانية (ميغابت وليس بايت) وذلك بسبب كمية الكهرباء القليلة التي يستطيع نقلها.
- 1.1: عام 1998، ارتفعت سرعة النقل إلى 12 ميغابت بالثانية، وتعبر من أولى منافذ USB التي انتشرت بشكل كبير.
- 2.0: عام 2000، في هذه النسخة ارتفعت السرعة إلى 480 ميغابت في الثانية، مما يجعلها مناسبة لكثير من الأجهزة الجديدة في وقتها. وهو بشكل عام المنفذ المستعمل في معظم الأجهزة المحمولة خلال السنوات الماضية، فهو أيضاً قادر على نقل كهرباء كافية لشحن الهاتف.
- 3.0: عام 2008، حيث كانت النقلة النوعية، أصبحت توضع في الحواسيب المحمولة وغيرها من الأجهزة، وكانت تحمل لوناً أزرقاً مميزاً. ارتفعت السرعة في هذا الاصدار حتى 3 غيغابت في الثانية ونقل تيار كهربائي فعليّ حتى 1.5 أمبير. لكن المشكلة أنه كان يتوجب الاختيار. أما الكهرباء وإما المعلومات فلم يكن باستطاعته نقل المعلومات أثناء استخدام تيار مرتفع في الوقت ذاته.
- 3.1: عام 2013، طُرح الجيل الجديد من المنفذ، القادر على نقل بيانات حتى سرعات 10 غيغابت في الثانية، وهي سرعة كبيرة بالفعل. ويعد هذا الجيل تحديثاً للجيل السابق، حيث قامت الشركة في ما بعد بإعادة تسمية المنفذين. فأصبح أسم الجديد لمنفذ 3.0 “3.1 Gen 1” أما منفذ 3.1 فأصبح يحمل اسم “3.1 Gen 2”.
- 4.0: تم إصدار مواصفات USB4 في 29 أغسطس 2019. ويعتمد USB4 على مواصفات بروتوكول Thunderbolt 3. وهو يدعم سرعة نقل 40 غيغابت في ثانية، ومتوافق مع Thunderbolt 3، إضافة لتوافقه مع الإصدارات السابقة. والمعمارية الجديدة تحدد طريقة لمشاركة اتصال واحد بسرعة عالية مع عدة أجهزة سويًا وتأمين سرعة نقل البيانات بشكل ديناميكي وفقًا للحاجة.
شكل المنفذ (Type):
وهو يمثل بشكل أساسي؛ كما يوضع الاسم، شكل منفذ USB. والصورة التالية ستوضح أشكال المنافذ المختلفة. ولا بد أنك ستتعرف على منفذ USB B Mini المستخدم في معظم الهواتف المحمولة، وType A، والذي يشكل الطرف المقابل في الكبل.
الجدير بالذكر هنا أنه كما نلاحظ، لا علاقة مباشرة لشكل المنفذ بالجيل. حيث أن المعظم يفترض أن تطور الاثنين مترابطين بشكل مباشر، وهذا خاطئ على الرغم من أنهما يتمان بشكل متواقت. وتطور منافذ USB ما هو إلا حالة ضرورية وطبيعية تترافق مع تطور التكنولوجيا وتحولها نحو الأجهزة الأصغر والثخن الأقل.
منفذ Type C: هو منفذ USB يحوي على 24 “ابرة” (Pins)، وهو منفذ كامل للعكس بشكل كليّ (يستطيع نقل البينات والكهرباء في الاتجاهين) وهم يدعم تقنية USB4 و USB3.x وThunderbolt 3.0 (تقنية مشابهة لـ USB وتستطيع نقل بيانات حتى 40 غيغابت في الثانية).
لماذا USB Type C؟
المميز فعلاً في هذا المنفذ هو عدد الابر الموجودة فيه. مما يسمح له بالقيام بالكثير من المهام ونذكر على سبيل المثال:
- قابل للعكس: وهذا يعني أن المنفذ قادر على نقل بيانات بين جهازين وبالاتجاهين. بينما المنافذ الأخرة فهي محددة الاتجاه فلا تعطيك حرية التحكم بشكل كبير كما في منفذ Type C. وبالتالي يمكن أن يكون الكبل له شكل USB Type C على الطريفين، وهذا أمر كان مستحيلًا في السابق.
- قدرة نقل عالية: مدعّما بتقنيات نقل البيانات، يستطيع المنفذ نقل كهرباء باستطاعة تصل حتى 100 واط. وهي كافية لشحن حاسوب محمول (يحتاج تقريباً استطاعة 60 واط) أو حتى تشغيل شاشة بدقة عالية 4K.
- جحم صغير: فكما ذكرنا سابقاً تتجه الأجهزة الالكترونية بشكل عام لتكون ذات سماكة قليلة. ووجود منفذ Type C يجعل من السهل تقليل السماكة لتتلاءم مع المنفذ الجديد. وباستخدام هذا المنفذ نستطيع رؤية المزيد من الحواسب المحمولة بسماكة قليلة تتجاوز سماكة المنفذ ببضعة ميليمترات.
- قابل للقلب: لابد أنك عانيت في مرحلة ما من مشكلة وضع منفذ USB بالشكل الخاطئ عدة مرات حتى تتمكن في النهاية من وضعه بالشكل الصحيح. الآن مع المنفذ الجديد، لا داعي للانزعاج، فالمنفذ قابل للتدوير. أي بمعنىً أخر، لا يهم الاتجاه الذي تضعه به، فهو دائماً سيعمل من المرة الأولى.
- تعدد مهام النقل: لهل هذه النقطة هي أهم ما يميز هذا المنفذ. حيث تستطيع باستخدام منفذ Type C أن تقوم على سبيل المثال بوصل حاسبك المحمول مع شاشة تدعم هذا المنفذ، فيقوم المنفذ بإرسال المعلومات الرقمية من شاشة حاسبك إلى الشاشة. كما أنه يقوم بشحن بطارية حاسبك الحمول من الكهرباء التي تغذي الشاشة، فلا داعي للكثير من التوصيلات أثناء هذه العملية. منفذ واحد يكفي للمهمتين.
ختاما.. من الواضح أن منفذ USB Type C هو منفذ المستقبل، فنستطيع رؤية معظم شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل Google وApple و Samsung وغيرهم بادروا باستبدال منفذ USB B Micro بمنفذ Type C على الهواتف الذكية.
كما أن الحواسيب سواءً أكانت المحمولة أم المكتبية، لا بد أن تحمل عدّة منافذ USB Type C. حتى يمكن نرى أن بعض الشركات، وربما عملاق التقنية Apple على رأسها، بدأت باستخدام المنفذ كمنفذ الشحن الرئيسي للحواسيب المحمولة.