في عالم التقنية اليوم، أصبحت السرعة العالية والأداء القوي شيئا ضروريا لابد من توفره. خصوصا حينما نتحدث حول الحواسب وأجهزة الكمبيوتر. فمالذي يحدد سرعة وأداء جهاز الحاسوب يا تُرَى؟ الإجابة ببساطة هي المعالجات، أو لأكون أكثر دِقَّة; انواع المعالجات.
لماذا انواع المعالجات بالتحديد؟ لأنها هي العامل المسؤول عن كل من: السرعة، الكفاءة، الأداء الفعّال، ذاكرة التخزين المؤقت أو ما يعرف بالكاش. وذلك بالإضافة إلى المسارات المتعددة (Multithreading)، سرعة الساعة (Clock Speed).
طبعا القطع الأخرى المكونة للكمبيوتر مثل الرام (RAM) تلعب دورا مهما في أداء وسرعة حاسوبك. لكن العامل الرئيسي الأول هو المعالج (CPU).
1- ماهو المعالج (CPU)
المعالج والذي يرمز له عادة بـ CPU وهي اختصار لـ Central Processing Unit أو وحدة المعالجة المركزية. وهو رقاقة صغيرة مصنوعة من مليارات الترانزستورات المجهرية، هذه الرقاقة هي جزء أساسي مهم في أجهزة الكمبيوتر وحتى الأجهزة الإلكترونية الأخرى القابلة للبرمجة مثل الهواتف الذكية.
يعد المعالج هو عقل الحاسوب والذي يقوم بالتعامل مع جميع الأوامر التي يتم إعطاءها من الهاردوير (قطع الكمبيوتر الأخرى) أو السوفتوير (نظام التشغيل والبرامج). فمثلا حينما تقوم بكتابة شيء ما عبر لوحة المفاتيح، فإن المعالج يتلقى المدخلات من جهاز الإدخال. ولوحة المفاتيح في هذه الحالة تقوم بإعطاء أو تنفيذ المخرجات عبر جهاز الإخراج. وهي شاشة العرض في هذا المثال.
تكون هذه الأوامر التي يتعامل معها المعالج عادة إما على شاكلةِ أوامرٍ حسابية ومنطقية، أو أوامر الإدخال / الإخراج (I/O) أو غيرها من الأوامر الأساسية.
بالإضافة إلى هذا، يتكون المعالج من وحدتين أساسيتين، هما وحدة الحسابيات والمنطق (ALU) ووحدة التحكم (CU) وكل من هذه الوحدتين تتكونان داخليًا من عدة مكونات.
وحدة التحكم (CU) مسؤولة عن الجلب على الأوامر من الذاكرة الحاسوب RAM، ثم فك تشفيرها إلى أوامر ثنائية (1 و 0) حتى تُفهم من الحاسوب. أمّا وحدة الحسابيات والمنطق (ALU) فمسؤولة عن تنفيذ هذه الأوامر وتخزين المخرجات في الذاكرة الرئيسية.
أخيرًا، فإن أفضل الشركات التي تنتج أفضل انواع المعالجات جودة وكفاءة وأكثرها ثقة; هما Intel و AMD.
2- انواع المعالجات
الآن ننتقل لأهمِ جزء في هذا الموضوع، هذه انواع المعالجات الستة التي يتم استخدامها في أجهزة الحاسوب بنوعيها -المكتبية والمحمولة- وكذلك عدة أجهزة إلكترونية أخرى مثل الهواتف المحمولة. وهي كالتالي:
- معالج أحادي النواة (Single-Core CPU)
- معالج ثنائي النواة (Dual-Core CPU)
- معالج رباعي النواة (Quad-Core CPU)
- معالج سداسي النواة (Hexa-Core CPU)
- معالج ثماني النواة (Octa-Core CPU)
- معالج عشاري النواة (Deca-Core CPU)
أما الآن سنتطرق إلى كل واحد من هذه القائمة الستة. لكن قبل هذا دعني أعرفك عن النواة Core لتتضح الصورة لديك.
ما هي النواة Core
لتبسيط الأمر لك، إليك هذا التشبيه; افترض أن المعالج (CPU) عبارة عن إنسان آلي له ستة أيادي متعددة، هذه الأيادي اعتبرها هي الأنوية (Cores).
إذا كلفت هذا الإنسان الآلي بأداء مهمة واحدة (مثلا تشغيل مقطع فيديو)، فإنه ببساطة سيؤديها باستعمال يدٍ واحدة فقط. وإذا كلفته أداء 6 مهامٍ مختلفة، فإنه سيؤدي هذه الـ 6 مهام باستعمال الستة أيادي خاصته. أما إذا أعطيته مهمة واحدة فقط ولكنها كبيرة وتحتاج إلى مجهود ضخم (مثلا تشغيل لُعْبَة فيديو ضخمة)، فإنه ببساطة سيؤديها باستعمال كل الستة أيادي التي يملكها.
إذن الأنوية Cores هي مجموعة أيادي متعددة متصلة بنفس الجسد والذي هو رقاقة المعالج CPU، وكلما زاد عدد الأنوية، تحسن أداء المعالج وسرعته.
كذلك يمكنك التفكير في الأنوية كوحدات معالجة متعددة موجودة على رقاقة واحدة، وكل نواة تؤدي ما تقدر عليه من مهام.
1) معالج أحادي النواة Single-Core
المعالج أحادي النواة Single-core هو أقدم انواع المعالجات حيث تم إطلاق أول معالج أحادي النواة من طرف Intel سنة 1971 باسم Intel 4004 وسرعته (Clock speed) تساوي 4.77 ميغاهيرتز، أما الذاكرة المخبئة (Cache memory) فكانت بحجم 640 بايت، وهو مقارنة بمعالجات اليوم بطيء جدًا.
يمكن للمعالج أحادي النواة إجراء مهمة واحدة فقط في وقت واحد، بمعنى أن لديه يدًا واحدة فقط كما شبّهنا في المثال السابق. وهو ما يجعل المعالجات أحادية النواة سيئة جدًا في التعامل مع تعدد المهام أو ما يسمى بالـ Multitasking، حيث ستلاحظ هبوطا حادًا في الأداء كلما حاولت تشغيل عدة برامج أو عدة مهام في وقت واحد على حاسوبك ذو النواة الواحدة. وهذا يرجع إلى بطئ سرعة الساعة (Clock Speed) الخاصة بهذا النوع من المعالجات.
كذلك في المعالجات أحادية النواة، يتم استخدام نموذج FIFO (First Come First Serve) أو من يأتي أولا يخدم أولا; وهذا يعني أن العمليات القادمة تُعالج وفقًا لقاعدة الأولوية، أما العمليات المتبقية فتنتظر حتى اكتمال العملية الأولى.
2) معالج ثنائي النواة Dual-Core
على عكس المعالج أحادي النواة، فإن المعالج ثنائي النواة Dual-Core أسرع وأفضل أداءًا، فهو معالج واحد مصمم باستخدام نواتين تعملان كأنهما معالجين اثنين مدمجين في رقاقة واحدة، وهما مرتبطان ببعضهما البعض مثل دارة متكاملة IC، وكل نواة من الإثنين تؤدي ما عليها من مهام ووظائف.
فإن أردت من جهازك تأدية مهمتين في نفس الوقت، مثلا تشغيل مقطع فيديو والكتابة على مستند نصي، فإن أحد النواتين ستتعامل مع مهمة تشغيل الفيديو، والنواة الأخرى ستتعامل مع مهمة الكتابة على المستند النصي. ومنه خلاصة الموضوع أن المعالج ثنائي النواة يدير تعدد المهام بفعالية أكثر من المعالج أحادي النواة.
تم إطلاق أول معالج ثنائي النواة Dual-core من طرف Intel سنة 2005 تحت اسم Pentium D وسرعته (Clock speed) تساوي 2.80 جيجاهرتز، أما الذاكرة المخبئة (Cache memory) فكانت بحجم 2 ميجا بايت.
3) معالج رباعي النواة Quad-Core
يمكنك التفكير في حاسوب يمتلك معالجًا رباعي النواة Quad-Core كأنه يمتلك أربع معالجات مدمجة في قطعة واحدة. تعمل هذه الأربع أنوية في وقت واحد لتأدية عدة مهام في نفس الوقت بأداء عالٍ وسريع; مما يعني أن المعالج رباعي النواة Quad-Core أفضل مما سبقه من المعالجات -الأحادية والثنائية- في ما يخص إدارة المهام والوظائف المتعددة فهو يقسم عبء العمل بين الأربع أنوية.
تم إطلاق أول معالج رباعي النواة Quad-core من طرف AMD سنة 2009 تحت اسم Athlon II X4 وسرعته (Clock speed) تساوي 3 جيجاهرتز، أما الذاكرة المخبئة (Cache memory) فهي بحجم 2 ميجا بايت.
4) معالج سداسي النواة Hexa-Core
تم إطلاق أول معالج سداسي النواة Hexa-core من طرف Intel سنة 2010 تحت اسم Intel core i7-980X وسرعته تساوي 3.60 جيجاهيرتز، أما الذاكرة المخبئة فهي بحجم 12 ميجا بايت.
يعتبر المعالج سداسي النواة Hexa-Core أفضل مما سبقه من المعالجات أداءً وسرعة، فقد تم تصميمه باستخدام بنية متعددة المعالجات، وينتج عن هذه البنية سرعة معالجة أعلى وكفاءة أحسن.
كذلك، يحتوي المعالج سداسي النواة على ستة أنوية في رقاقة واحدة، مما يعني أن قدرته على أداء المهام المتعددة أفضل من المعالجات السابقة -الرباعية والثنائية والأحادية- التي كانت تحتوي على عدد أنوية أقل، كما أن سرعته في نقل البيانات ستكون أعلى.
5) معالج ثماني النواة Octa-Core
كما هو واضح من الاسم، فإن المعالج ثماني النواة Octa-Core مصمم ببنية متعددة المعالجات وله ثمانية أنوية، مما يعني أنه في مستوى آخر من السرعة والأداء مقارنة بالمعالجات السابقة. خصوصا حينما يتعلق الأمر بإدارة عدة مهام في نفس الوقت أو كما يعرف بالـ Multitasking لأنه يقوم بتقسيم عبء العمل على ثماني أنوية في وقت واحد، فلك أن تتخيل كيف سيكون من السهل على المعالج ثماني النواة التعامل مع أي مجموعة مهام متعددة.
عادة ما يتشكل المعالج ثماني النواة Octa-Core من مجموعة مزدوجة من المعالجات رباعية النواة Quad-Core ولهذا يعرف أيضًا بـ معالج رباعي النواة مزدوج.
تم إطلاق أول معالج ثماني النواة Octa-core من طرف Intel سنة 2014 تحت اسم Intel Core i7-5960X وسرعته تساوي 3.50 جيجاهيرتز، أما الذاكرة المخبئة فهي بحجم 20 ميجا بايت.
6) معالج عشاري النواة Deca-Core
أخيرًا وليس آخرًا، نختم القائمة بالمعالج عشاري النواة Deca-Core والذي تم إطلاقه أول مرة من طرف Intel سنة 2017 تحت اسم Xeon Silver 4114T وسرعته تساوي 3 جيجاهيرتز، أما الذاكرة المخبئة فهي بحجم 13.75 ميجا بايت.
بدون إطالة في التفصيل، وكما هو واضح من الاسم فإن المعالج عشاري النواة يأتي بعشرة أنوية مصممة لتعطي أفضل أداء ممكن. وعليه فإن المعالجات عشارية النواة تعتبر أقوى أنواع المعالجات وأفضلها سرعة وأداءًا للمهام ولهذا فقد أحدثت ضجة كبيرة في السوق منذ صدورها.
3- كيفية معرفة نوع المعالج (CPU) الذي تمتلكه على حاسوبك (ويندوز 10/11)
لمعرفة نوع المعالج الذي تمتلك على حاسوبك، ولمعرفة عدد الأنوية وباقي المواصفات على ويندوز 10 و ويندوز 11، اتبع الخطوات التالية:
1. اضغط بيمين الفأرة فوق شريط المهام Taskbar، ثم اختر Task Manger من القائمة واضغط عليه لفتح مدير المهام.
2. بعدها اضغط على تبويب Performance الموجود أعلى النافذة.
3. الآن ستجد كل المعلومات الخاصة بالمعالج CPU أمامك، من اسمٍ كامل، ونوع وسرعة، وعدد أنوية وما إلى ذلك. فمثلا المعالج خاصتي ثنائي النواة لأنه وكما هو ظاهر أمامكم في الصورة لديه نواتين (2 Cores).
انواع المعالجات الخاصة بالموبايل
منذ إطلاق الهواتف الذكية في بدايات عام 2005 وحتى الآن تستمر هذه الأجهزة بالتطور من نواحي مختلفة. وبشكل مخصوص من ناحية المعالجات المستخدمة بداخلها. وبسبب التطور الكبير في قوة المعالجة الخاصة بهذه الأجهزة، أصبحت تنافس بعض انواع المعالجات الموجودة في الكمبيوتر.
وخلال سطور الفقرات التالية سوف نتحدث عن انواع المعالجات المستخدمة بشعبية كبيرة في أجهزة الموبايل. تابع معنا القراءة لكي تتعرف على وصف هذه الأجهزة بشكل أدق.
آلية عمل معالج الموبايل
تعمل انواع المعالجات الموجودة في أجهزة الموبايل بطريقة مشابهة تماماً لأجهزة الكمبيوتر، وذلك إلى جانب وجود بعض الاختلافات البسيطة عنها. وبشكل عام فإن الفارق الأكبر بين انواع المعالجات المستخدمة في الكمبيوتر والموبايل هو أن معالجات الموبايل غالباً ما تكون ذات أداء أضعف من نظيراتها الموجودة في الكمبيوتر. وذلك لأن أجهزة الموبايل لا تمتلك مساحات كبيرة بداخلها من أجل تبريد المعالج، كما هو الحال في أجهزة الكمبيوتر.
انواع المعالجات في الموبايل
لا تعمل الكثير من الشركات على تصنيع معالجات الموبايل بشكل عام، ولهذا تعتمد أضخم الشركات العالمية على شركة واحدة أو شركتين لتصنيع معالجات الهواتف الخاصة بها. فضلاً عن ذلك، تعمل بعض الشركات على تصنيع المعالجات الموجودة في أجهزة الموبايل الخاصة بها بنفسها. مثل شركة أبل على سبيل المثال. أما بالنسبة للشركات الأخرى، فإنها تستخدم معالجات مصنعة من قبل الشركات الشهيرة الأخرى، مثل شركة كوالكوم وميدياتيك.
أقوى انواع المعالجات للموبايل
بشكل عام تختلف المعالجات الموجودة في أجهزة الموبايل بين بعضها بنمط مشابه تماماً لطريقة اختلاف معالجات أجهزة الكمبيوتر. إذ يمكن أن تجد معالجات ذات 4 أنوية أو 6 أنوية أو 8 أنوية. ولكن بشكل عام لا يتم تصنيع معالجات ذات 10 أنوية للموبايل كما هو الحال بالنسبة للكمبيوتر.
وفي حال كنت ترغب بأخذ فكرة عن أقوى انواع المعالجات للموبايل، فما عليك إلا أن تقرأ الفقرات التالية.
1- كوالكوم سناب دراغون
تشتهر شركة كوالكوم بأنها من أضخم الشركات المصنعة لمعالجات الموبايل. وبشكل خاص أجهزة الموبايل ذات المواصفات القوية والمتوسطة. ولسنوات كثيرة اعتمدت أضخم الشركات المصنعة لأجهزة الموبايل على معالجات كوالكوم لتستخدمها في أجهزة الموبايل ذات المواصفات العالية، أو حتى المتوسطة في بعض الأحيان. بالتالي تمتلك شركة كوالكوم ومعالجات سنابدراغون الخاصة بها شعبية واسعة جداً.
ومن أبرز أنواع الشركات التي تعتمد على معالجات كوالكوم في أجهزة الموبايل الخاصة بها، نذكر لك شركة سامسونج وشاومي. بالإضافة إلى الكثير من الشركات الأخرى المصنعة لهواتف الموبايل التي تعمل بنظام أندرويد. ومن ضمنها شركة جوجل نفسها.
2- معالجات أبل بيونيك
منذ أن قامت شركة أبل بإطلاق أول معالج خاص بها على أجهزة ايفون، تلقى هذا المعالج شعبية كبيرة جداً. وذلك لكونه ذو أداء رائع وسرعة عالية جداً جداً. وما يميز هذه المعالجات عن غيرها من انواع المعالجات الأخرى المستخدمة في أجهزة الموبايل، هو أن شركة أبل لا تقوم بتصنيع هذه المعالجات لأي شركة أخرى. أي أن أجهزة الموبايل التي تستخدم معالجات أبل بيونيك هي أجهزة الايفون فقط.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. والذي تحدثنا فيه عن انواع المعالجات المختلفة، سواءً كانت معالجات الموبايل أو الكمبيوتر. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقع كمبيوترجي لقراءة المزيد من المقالات التقنية الأخرى ذات المواضيع المفيدة والتعليمية.
اقرأ أيضاً من موقعنا :
اكتشف أفضل برنامج مسلسلات خليجية للموبايل
عملات الميتافيرس … و ما تشكله من حقول استثمار خصبة