العالم الافتراضي | كل ما ترغب في معرفته عن هذه التقنية الحديثة

ساهمت التطورات التقنية في تسهيل جوانب الحياة المختلفة ، من الدراسة والعمل والتعليم والتجارة والصناعة وغيرها. ولكن الجدير بالذكر أن التقنيين لم يتوقفوا عند هذا الحد ، وإنما لا تزال عمليات استثمار التقنيات الحديثة وتطوريها في طور التقدم. ويطمح العلماء في خلق ما يدعى بالعالم الافتراضي. بحيث يمكن لمختلف الأفراد في المجتمع أن يقوموا بالدخول إلى هذا العالم واستخدام خدماته وميزاته المختلفة بسهولة. ولكن ما هي إيجابيات هذا العالم الافتراضي ، وما هي مميزاته والخواص التي يمكن أن يقدمها. من ناحية أخرى ، يمكن أن تتساءل عن سلبيات هذه التقنية ، والمخاطر والتحديات والتخوفات التي يمكن أن تحصل في المستقبل.

هذا ما سنقوم بالتحدث عنه في مقال اليوم ، تابع معنا القراءة حتى النهاية لتعرف المزيد من التفاصيل.

 

العالم الافتراضي

العالم الافتراضي

لقد قام الإنسان منذ الأزل بتسخير الأدوات والأشياء الموجودة حوله لتنفيذ مهامه المختلفة. ولقد نجح بالفعل في تحقيق هذه المهمة واستخدام الكثير من الأشياء المختلفة لتنفيذ الكثير من الأمور المنوعة. ولكن مع ظهور شبكات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية المتطورة ، ارتفع طموح الإنسان وتصوراته عن المستقبل إلى مستوى جديد. حيث يطمح الإنسان الآن إلى خلق عالم افتراضي كامل يمكنه أن يفعل فيه ما يشاء. وإذا ما نظرنا إلى معطيات الواقع الموجود أمامنا حالياً من أجهزة ذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وغيرها ، وخدمات الإنترنت وشبكاته ذات السرعات العالية ، يمكننا بالفعل أن نرى إمكانية عالية لخلق هذا العالم الافتراضي الذي لطالما حلمنا به.

 

نبذة عن فكرة العالم الافتراضي

بدأت فكرة العالم الافتراضي انطلاقاً من الصور والفيديوهات العادية. إذ تمكن العلماء من ابتكار كاميرات قادرة على التقاط صور وفيديوهات بتقنية 360 درجة. ولكنهم وجودة صعوبة في عرض هذه الوسائط على الشاشات العادية التقليدية المسطحة للجوالات والكمبيوترات وأجهزة التلفاز. كما أنهم وجدوا فكرة اختراع شاشات بشكل يمكنها من عرض محتوى بتقنية 360 درجة فكرة بعيدة المنال أيضاً. الأمر الذي دفعهم للتفكير خارج الصندوق. حيث قاموا باستخدام حساسات الجيرو سكوب الموجودة في الجوالات الذكية ، واستخدام الشاشات الخاصة بهم أيضاً. بالتالي يمكن للمستخدمين أن يقوموا بوضع الجوالات الخاصة بهم في نظارات خاصة ، وبعدها يمكنهم أن يقوموا بمشاهدة الصور والفيديوهات الملتقطة بتقنية 360 درجة بسهولة من خلال تحريك رؤوسهم فقط.

لاحقاً ، تطورت هذه التقنية لتشمل المزيد من الاستخدامات في الكثير من المجالات المختلفة. حيث أصبح بإمكان المستخدمين أيضاً بفضل بعض التطبيقات والبرامج أن يقوموا بتجريب الملابس وعرض قطع الأثاث افتراضياً باستخدام هذه النظارات أيضاً. فضلاً عن ذلك ، توفرت كثير من الأفلام والألعاب التي يمكن مشاهدتها أو التفاعل معها باستخدام نفس التقنية. ومع تطور هذه التقنية بشكل أكبر ، ظهرت أدوات جديدة يمكن أن ترفع من مستوى التجربة الافتراضية أكثر. مثل أجهزة التحكم بأنواعها ، التي تسمح للمستخدم بالتفاعل مع البيئة الافتراضية التي يشاهدها بسهولة. والسماعات اللاسلكية التي جعلت عملية الاستماع أسهل بدون الحاجة إلى استخدام الأسلاك أو الكابلات.

 

الجيل الأحدث من تقنيات العالم الافتراضي

أما الخطوة الأخيرة في عملية نمو وتطور هذه التقنيات ، فكانت بفضل ظهور شبكات الإنترنت السريعة وذات الكفاءة العالية. حيث مكنت هذه الشبكات المطورين من توظيف هذه التقنية في الكثير والكثير من المجالات المختلفة والمنوعة. مثل التعليم والدراسة ، العمل وعقد الاجتماعات ، السفر والتواصل ، مشاهدة الأفلام والألعاب ، وغيرها أيضاً. بالإضافة إلى ذلك ، ساهمت القدرات العالية لأجهزة الجوالات الحديثة ، وتقنياتها الجديدة مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ، في تطوير تقنية العالم الافتراضي بشكل كبير. إذ يمكن لأجهزة الجوال الآن أن تعالج كميات هائلة من المعلومات والبيانات في أوقات قصيرة جداً. كما يمكنها أيضاً ، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق ، أن تقوم بتذكر بيانات المستخدم وتعلم أنماطه المميزة بسهولة. بالتالي ازدهرت استخدامات تقنية العالم الافتراضي وتحولت من كونها فكرة بعيدة المنال إلى واقع ملموس يتطور مع مرور كل دقيقة.

ويعد نموذج ميتافيرس الحديث الفكرة الأقرب للواقع عن تقنية العالم الافتراضي. حيث وعدت الشركة المصنعة مستخدميها بإمكانيات عالية واستخدامات كثيرة يستطيع برنامج ميتافيرس أن يقدمها. ولكن على الرغم من كونه يعد خطوة تقنية كبيرة للغاية في اتجاه التقدم والتطور البشري ، إلا أن برنامج ميتافيرس يمكن أن يمتلك تأثيرات سلبية ومخاطر كبيرة قد تقف عائقاً أمام إمكانية استخدام هذه التقنيات في مستقبلنا القريب. فما هي إيجابيات هذه التقنية واستخداماتها المحتملة ، وما هي السلبيات والمخاوف التي يمكن أن تسببها لنا في حال تم تطبيقها فعلاً. هذا ما سنتحدث عنه في الفقرات التالية ، تابع معنا القراءة لتعرف المزيد من التفاصيل.

 

إيجابيات وسلبيات تقنية العالم الافتراضي

كأي تقنية حديثة أو اختراع إلكتروني ، لتقنية العالم الافتراضي تطبيقاتها واستخداماتها الإيجابية المهمة ، ولها أيضاً سلبياتها ومخاطرها الجسيمة التي يمكن أن تسببها. وفي حال تم إيجاد حلول سليمة للحد من سلبيات هذه التقنية ، يمكنها فعلاً أن تغير من نظرتنا إلى التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية إلى الأبد.

 

الإيجابيات

  • يمكن للمستخدم بفضل تقنيات العالم الافتراضي أو الواقع الافتراضي أن يقوم بمشاهدة الصور والفيديوهات والأفلام المختلفة بشكل غامر ومدهش. ومع الدقة العالية لشاشات الجوالات الحديثة ، وتقنياتها المتطورة في عرض الألوان واستخدام نطاق ديناميكي عالي ، يمكن خلق تجربة مشاهدة استثنائية ومشوقة جداً.
  • أما من ناحية السفر والتواصل ، فيمكنك باستخدام هذه التقنية أن تنتقل إلى أي مكان ترغب في في العالم في ثوانٍ قليلة. فضلاً عن ذلك ، يمكنك أيضاً أن تسافر عبر الزمن في حال كنت ترغب في ذلك. بالتالي يمكن لهذه التقنيات أن تنشئ عملية تواصل جديدة ، بسيطة ، مشوقة ، وسهلة أيضاً.
  • ومن ناحية التعليم والتدريس ، يمكن لهذه التقنية أن تغير مفهوم التعليم جذرياً. حيث يمكن للطلبة والمعلمين أن يتفاعلوا مع بعضهم بسهولة دون الحاجة إلى وجودهم في نفس المكان. وبفضل تقنيات متطورة أخرى مثل الحوسبة السحابية وغيرها ، يمكن مشاركة الملفات والبيانات بسهولة بين الجميع.
  • ستخلق تقنية العالم الافتراضي ألعاباً جديدة أيضاً ، كما أنها ستساهم في إنشاء بيئة لعبة رائعة جداً بفضل توظيف التقنيات الحديثة والمتطورة.
  • ستمكن تقنية العالم الافتراضي أي شخص في العالم من خلق شخصية ومنزل وبيئة خاصة به. كما يمكن للمستخدم أيضاً أن يخلق عالماً بأكمله في حال كان يرغب في ذلك.
  • وذلك بالإضافة إلى الكثير من التسهيلات والخدمات والمميزات التي يمكن أن تقدمها هذه التكنولوجيا المتطورة لنا.

 

السلبيات

من الممكن أن تسبب هذه التقنية تأثيرات سلبية كثيرة على الواقع الذي نعيش فيه ، ولكن بشكل عام تتلخص سلبيات تقنية العالم الافتراضي في نقطتين أساسيتين :

  • ابتعاد المستخدمين عن الواقع تدريجياً : ستقدم هذه التقنية للمستخدم كل شيء يرغب فيه في عالمه الافتراضي الخاص به. بالتالي سيجد المستخدم نفسه مائلاً للدخول إلى هذا العالم والانعزال عن الحياة الواقعية شيئاً فشيئاً.
  • التلوث والاحتباس الحراري : تستخدم تقنية العالم الافتراضي على الأجهزة الإلكترونية المختلفة وملحقاتها. بالتالي عند توظيف هذه التقنية عالمياً ، فإنه من المتوقع أن ترتفع معدلات تصنيع واستهلاك هذه الأجهزة بنسبة كبيرة. الأمر الذي سيزيد من نسبة تلوث كوكب الأرض ، وسيرفع معدل الاحتباس الحراري أيضاً.

 

 

العالم الافتراضي

ختاماً ، نأمل أن يتمكن العلماء والمطورون من إيجاد حلول تحد من سلبيات ومخاطر تقنية العالم الافتراضي. وذلك لكي نتمكن من تطبيق هذه التقنية والاستفادة من إيجابياتها وخدماتها الكثيرة في حياتنا اليومية. لا تنسى أن تقوم بمراجعة موقع كمبيوترجي للمزيد من الأخبار التقنية ، والمراجعات والشروحات الممتعة والمفيدة.

 

 

اقرأ المزيد من موقعنا :

ميتافيرس | تعرف على كامل تفاصيل هذا المشروع وآثاره

افضل العاب العالم المفتوح (open world) لعام 2020

العاب الرعب للكمبيوتر | مع روابط تحميل مباشرة

 

شارك المقال