هل تعلم ما هي اسباب سقوط شركة نوكيا؟

تمكّنت شركة نوكيا من السيطرة على سوق الأجهزة المحمولة لفترة طويلة من الزمن ، حتى ظن البعض أن المستقبل سيكون لنوكيا بلا منازع ، ولكن ما نراه اليوم مخالف تماماً لتوقعات الكثيرين ، فباتت نوكيا الآن لا تقارن بشركات صينية ناشئة ، ما هو السر وراء انهيار هذه الشركة العملاقة ، هل كان هناك مؤامرة حقيقة على الشركة من قبل منافسيها في السوق ، وما هي اهم اسباب سقوط شركة نوكيا الحقيقية ، هذا ما ستعرفونه في مقالنا اليوم ، تابعوا معنا.

لمحة عن شركة نوكيا

تعتبر شركة نوكيا من الشركات التي حققت نجاحاً منقطع النظير في العقود الماضية ، تم تأسيسها في عام 1865 كمصنعٍ للورق في بداية الأمر ، ومن ثم أبدعت نوكيا واستطاعت تحقيق نجاح باهر في العديد من المجالات منها صناعة الكوابل ، أجهزة الهواتف ، المنتجات الورقيّة ، العجلات والأحذية المطاطيّة ، والبُنى التحتيّة للاتصالات ، والعديد من المنتجات الأخرى.

مع التطور المتسارع للشركة قام مؤسسوها بالتوسع من مقر الشركة الأساسي في فنلندا إلى العديد من دول أوروبا ، وصولاً إلى العالم العربي ، واستمرت نوكيا في الإبداع وتصدر القمة في سوق المبيعات إلى ان انهارت تماماً في الوقت الأخير ، وأصبحت مملوكة لشركة مايكروسوفت الآن. ولكن يبقى السؤال ما هي اسباب سقوط شركة نوكيا؟

أهم اسباب سقوط شركة نوكيا

اسباب سقوط شركة نوكيا

في الحقيقة يوجد العديد من الأسباب وراء زوال هيمنة نوكيا على السوق ، وانحصار رقعة توسعها ، وأهم هذه الأسباب هي:

1- التخبط الداخلي في شركة نوكيا

بعد انهيار الشركة التدريجي مع الوقت ، بادر الكثير من المسؤولين السابقين والموظفين بمراتب عليا ضمن نوكيا ليدلوا بقصصهم ، والموحد بينها دائماً هو كون الشركة كانت منقسمة على نفسها وتعاني من تحزبات عديدة ضمنها مع كون كل طرف يهتم لمصلحته الشخصية بدلاً من الشركة ككل ، وبالنتيجة فقد كانت القرارات تأخذ وقتاً طويلاً للغاية لتمر بعد إقناع عدد كافٍ من المسؤولين. وبالنتيجة فأمور بسيطة مثل اختيار شريحة مناسبة للهاتف القادم كانت تحتاج لوقت يمتد لقرابة السنة ريثما تقرر الشركة. وبحلول ذلك الوقت تكون الشريحة التي اختاروها قد أصبحت من الجيل السابق.

في الواقع كان هذا الأمر أساسياً في جعل الشركة غير قادرة على الرد على التهديدات الجديدة. ومع ظهور كل من هواتف iPhone عام 2007 والهواتف العاملة بنظام Android عام 2008 كانت الشركة غير واعية أبداً لحجم التهديد على حصتها السوقية ، حيث أنها فشلت في إصدار منتج منافس حقاً حتى عام 2010 مع هاتف Nokia N8 ، والذي على الرغم من كونه جيداً للغاية حينها ، فقد كان متأخراً لسنوات كرد من الشركة. وبحلول ذلك الوقت كان العديد من المستخدمين قد انتقلوا للشركات المنافسة.

 

2- تركيز الشركة على نوعية معينة من شاشات اللمس

خلال الفترة التي حققت نوكيا فيها النجاح منذ مطلع التسعينيات وحتى نهاية العقد الأول من الألفية الثانية ، قامت الشركة بالعديد من التغييرات في الواقع ، حيث أنها كانت من أوائل الشركات التي تستخدم شاشات أوضح للهواتف (بدلاُ من الشاشات المكونة من سطر واحد فقط) ولاحقاً كانت رائدة في تقديم الشاشات الملونة والكاميرات وقابلية التعامل مع الهاتف كمركز للوسائط المتعددة مع دعم الموسيقى والفيديو وغيرها. لكن عندما وصل الأمر لاستخدام شاشات اللمس فقد كان الأمر مختلفاً للغاية.

مفهوم شاشات اللمس لم يكن شيئاً غريباً حقاً في الواقع. حيث بدأ بالظهور على الهواتف منذ التسعينيات ولو بشكل محدود جداً ، لكن على الرغم من أن نوكيا نفسها كانت تخطط لهواتف تعتمد على اللمس (مثل 7700 الذي أعلن عنه عام 2003 ولم يصدر، وخلفه 7710 الذي صدر عام 2004) فالانتقال الكامل نحو شاشات اللمس لم يكن أمراً محبذاً خصوصاً مع كون تجارب الشركة تضمنت شاشات لمس تتطلب الضغط (Resistive بدلاً من Capacitive).

 

3- إصرار نوكيا على تقديم أجهزة ضعيفة

مع عدم وجود تعريف محدد حقاً للهاتف الذكي ، فمن المجمع عليه أن هواتف Nokia من الفئات العليا خلال مطلع الألفية كانت هواتف ذكية ، فقد كانت تدعم تثبيت التطبيقات الخارجية والقيام بعدد كبير من المهام وحتى التنقل بين التطبيقات دون إغلاقها (بالضغط المطول على زر القائمة). لكن مع حلول عام 2006 كان هناك تيار قوي ضمن الشركة يريد التركيز على إطلاق هواتف رخيصة تقوم بالمهام الأساسية وتكون مناسبة أكثر للمستخدم العادي.

أبرز هذه الهواتف التي تقدم الأساسيات فقط هو هاتف Nokia 6300. حيث أن النجاح التجاري الكبير لهذا الهاتف قاد الشركة لإطلاق العديد من الهواتف الغبية والرخيصة وسط إقبال كبير عليها ، لكن هذا التركيز أثبت أثره السلبي الكبير لاحقاً كونه منع التركيز على الهواتف الذكية بحيث تكون جاهزة للمنافسة القادمة لاحقاً.

 

4- تقصير نوكيا في تقديم الدعم الكافي لمتجر Ovi

بعد إطلاق كل من متجري App Store الخاص بأنظمة iOS وGoogle Play الخاص بأنظمة Android. قررت نوكيا إطلاق متجر التطبيقات الخاص بها عام 2009 تحت اسم Ovi Store. لكن على عكس المتجرين المنافسين له ، فقد كان متجر نوكيا غير منظم أبداً وأشبه بفوضى كبيرة للغاية. حيث أنه كان يدعم نظامين مختلفين عند إطلاقه ، وتوسعت القائمة حتى 5 أنظمة مختلفة في فترة من الفترات.

على الرغم من أن المتجر كان يتضمن التطبيقات للعديد من الأنظمة المختلفة فقد كان قزماً تماماً بالمقارنة مع نظيريه الناجحين App Store وGoogle Play ، ونتيجة غياب الدعم الحقيقي من المطورين فقد كانت التطبيقات الموجودة ذات جودة سيئة عموماً ومن الصعب العثور على تطبيق يقوم بالمهمة المطلوبة. وفي عصر التطبيقات الحالي فأي نظام لا يمتلك متجراً كبيراً ومتنوعاً كفاية لا يمكن أن ينافس في الواقع.

 

5- ضعف في التخطيط وغياب النظرة المستقبلة لدى نوكيا

في عام 2007 كانت نوكيا تمتلك نظامين أساسيين لهواتفها وهما Symbian للهواتف الذكية ومن الفئات العليا ، وSeries 40 للهواتف الرخيصة والغبية ، وحتى ذلك الوقت تمكنت الشركة من الموازنة ولو نسبياً بين النظامين وتطويرهما كون المنافسة حينها كانت ضعيفة للغاية ، لكن مع ظهور نظام iOS وبعده Android عام 2008. وجدت الشركة نفسها بحاجة لواجهة جديدة تستخدمها على هواتفها القادمة وتبقي مبيعات الشركة على مسار تصاعدي.

في تلك الفترة ظهرت التحزبات والمشاكل في نوكيا بالشكل الأكبر في الواقع. حيث انقسمت الشركة بين فريق يريد الاستمرار بتطوير نظام Symbian لجعله أفضل ومناسباً أكثر للهواتف التي تعتمد اللمس. وفريق آخر يريد اعتماد نظام تجريبي حينها باسم MeeGo كان قد تم بناؤه بالكامل للتعامل مع شاشات اللمس مع كونه يعتمد على نواة Linux بشكل مشابه لكون نظام Android يعتمد عليها كذلك. لاحقاً تم تطوير الفكرتين معاً. لكن نظام MeeGo لم يمتلك فرصة مع تقديم هاتف وحيد يستخدمه Nokia N9. قبل أن يوقف تطويره من الشركة على الرغم من نجاحه.

 

في النهاية تم بيع شركة نوكيا لشركة مايكروسوفت وسط بكاء المدير التنفيذي للشركة بعدما صرّح ” نحن لم نفعل شيئاً خاطئ ، ولكن بطريقةٍ ما خسرنا” ، ويمكنكم مشاهدة المقطع هنا

 

هل تمتلك نوكيا فرصة للعودة حقاً؟

اسباب سقوط شركة نوكيا

حتى الآن تبدو جهود الشركة مثمرة نسبياً. مع كون الهواتف التي أصدرتها تتمتع بتقييمات وردود فعل إيجابية عموماً بسبب متانتها وكونها تقدم مستوى جيداً من الأداء مقابل السعر. كما أن التحديثات سريعة الوصول نسبياً نظراً لكون الهواتف تستخدم إصداراً شبه خام من النظام. أي أن التعديلات على النظام بحدها الأدنى على عكس شركات أخرى مثل Samsung وHuawei.

 

كانت هذه أهم اسباب سقوط شركة نوكيا الحقيقة من وجهة نظر العديد من الخبراء. شاركنا برأيك في التعليقات ، هل تعتقد أن هناك أسباب إضافية ساهمت في انهيار الشركة؟

اقرأ أيضاً

حل مشكلة الهاتف لا يستقبل مكالمات | مجموعة حلول مجربة

شاومي تتفوق على أبل | شاهد مبيعات شركة شاومي الرهيبة

شارك المقال