مع ظهور الذكاء الاصطناعي AI بشكل كبير في الآونة الأخيرة وانتشاره في مختلف مجالات العمل والترفيه صار اسم الذكاء الاصطناعي مرتبطاً بأي شيء تقريباً بدءاً من توفير المساعدة الشخصية مروراً بتوليد الصور والأغاني ومقاطع الفيديو وصولاً إلى تحليل البيانات الضخمة واستخدامه في مجالات التسويق والأمن السيبراني وغيرها. ولكن ألا يجب معرفة كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟ إذا كنت شغوفاً بهذه التقنية الحديثة والمستقبلية يمكن أن يكون هذا المقال بوابتك للدخول إلى هذا العالم الشاسع.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط
ببساطة تعمل أنظمة AI من خلال جمع كمية كبيرة من البيانات مع خوارزميات ذكية قادرة على التعلم من الأنماط وتحليل البيانات على هذا الأساس. وفي كل مرة يقوم بها AI بمعالجة البيانات يختبر أداءه ويقيسه ويطور من خبراته في هذا الشأن.
لفهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي يجب عدم النظر إليه على أنه مجرد برنامج حاسوبي بل هو تخصص كامل وعلم منفصل من علوم الكمبيوتر. ومن الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي لا يحتاج إلى استراحة أبداً. حيث أنه قادر على تنفيذ ملايين العمليات بسرعة كبيرة والتعلم في وقت قصير جداً. بالتالي يمكن للذكاء الاصطناعي AI القيام بأي شيء يتم تدريبه عليه بسرعة وكفاءة عالية.
الهدف من وجود AI بشكل عام هو بناء نظام حاسوبي قادر على نمذجة السلوك البشري فقد صار قادراً على استخدام عمليات تفكير مشابهة للإنسان لحل المشكلات المعقدة. في الحقيقة هذا ما يقصد بالذكاء الاصطناعي بدقة فقد لا يتمكن في بعض الأحيان من تحقيق النتائج الدقيقة ولكنه قادر على التفكير لهذا يسمى ذكاءً.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي | مراحل العمل
من الجدير بالذكر أن AI يستخدم سلسلة كاملة من الاستراتيجيات والعمليات والتقنيات المختلفة والتي تؤدي إلى الوصول إلى الهدف النهائي. وليكتمل أي مشروع ذكاء اصطناعي يجب أن يمر بالعديد من المراحل وهي على الشكل التالي:
1. جمع البيانات
لإنشاء أي نظام ذكاء اصطناعي يجب جمع البيانات فهي المدخلات الأساسية. حيث يتم تجميع البيانات من خلال مصادر متنوعة مثل الانترنت وأجهزة الاستشعار وقواعد البيانات وغيرها. كما يمكن أن تكون البيانات صوراً أو مقاطع فيديو أو نصوص أو أرقام. من خلال جمع البيانات سيظهر أول شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي وهي خوارزمية الذكاء الاصطناعي.
2. معالجة البيانات وتحليلها
بعد جمع البيانات يتم تحضيرها لتصبح جاهزة للتحليل وتنظيفها ويقصد بذلك إزالة الأخطاء أو المعلومات الزائدة والمكررة. وخلال هذه المرحلة سيتم انشاء قاعدة بيانات أو قاعدة معرفية خاصة بنموذج الذكاء الاصطناعي المحدد ويمكن تشبيه هذه المرحلة بتكوين عقل الانسان.
3. التعليم
يرسم التعليم شكل الذكاء الاصطناعي وهو ما يجعله مختلفاً عن أي قاعدة بيانات أخرى. وفي هذا السبيل يستخدم التعليم الآلي حيث تُستخدم خوارزميات تعتمد على بيانات التدريب لبناء نماذج تستطيع التعرف على الأنماط. وفي هذا السياق يوجد ثلاث طرق رئيسية للتعلم الآلي:
- التعلم الموجه: وفيه يتم تدريب النموذج باستخدام بيانات تحمل إجابات معروفة ومحددة مسبقاً.
- التعلم غير الموجه: ويتم استخدامه لتحليل البيانات واكتشاف الأنماط دون إجابات محددة مسبقاً.
- التعلم المعزز: هذا الأسلوب يشبه تعلم الانسان حيث يعتمد على مبدأ التجربة والخطأ.
في نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً يتم استخدام ما يسمى بالتعلم العميق وهو شكل متقدم من التعلم الآلي حيث يتم استخدام شبكات عصبية عميقة تحاكي طريقة عمل الدماغ البشري.
4. اتخاذ القرار
يتم اكتشاف الأنماط بعد عمليات التعلم الآلي بمختلف أنواعها بناء على ذلك يصبح الذكاء الاصطناعي AI قادراً على تحليل البيانات الجديدة واتخاذ القرارات من خلال الأنماط التي اكتشفها. على سبيل المثال يمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي تصنيف بريد إلكتروني على أنه عشوائي أو لا بناءً على النمط. كما نرى الاعتماد الكبير على الأنماط في روبوت التداول الآلي.
5. التطوير وتحسين الأداء
من خلال التدريب على البيانات الجديدة وتحليل الأخطاء يتم تطوير وتحسين أداء نموذج الذكاء الاصطناعي باستمرار. بالإضافة إلى ذلك يتم استخدام تقنيات مثل التكرار والاستفادة من المراجعات الإيجابية والسلبية لتطوير النموذج وجعله أكثر ذكاءً.
6. التفاعل مع البيئة
التفاعل مع البيئة هو قدرة AI على الاستجابة في الزمن الحقيقي ويمكن أن نرى ذلك في السيارات ذاتية القيادة وفي برامج المساعد الشخصي مثل Chat GPT. على سبيل المثال إذا استخدمت شات جي بي تي من موقعه الرسمي سيكون متفاعلاً مع البيئة أما إذا استخدمته من خلال بوت تيلجرام قد لا يستطيع تحقيق هذه الخاصية.
كإجابة على سؤال كيف يعمل الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن نقول عن تطبيق أنه AI يجب أن يمر في جميع المراحل الستة التي تحدثنا عنها في هذه الفقرة. بدون تلك المراحل لا يمكن انشاء نموذج أو تطبيق ذكاء اصطناعي.
أنواع الذكاء الاصطناعي
بعد معرفة كيف يعمل الذكاء الاصطناعي يمكن الآن تقسيمه إلى نوعين عمليين بحسب المراحل التي تحدثنا عنها سابقاً وهما الذكاء الاصطناعي الضيق والذكاء العام الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي الضيق: ويشير هذا المصطلح إلى الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بأتمتة مهام محددة وغالباً ما يتفوق على البشر في أداءها. ولكن يعمل هذا الذكاء في سياق محدود ويتم تطبيقه على مشكلة أو مجموعة مشاكل محددة. على سبيل المثال لا الحصر تعتبر مرشحات البريد العشوائي وبرامج الدردشة الآلية أحد أشكال الذكاء الاصطناعي الضيق.
الذكاء العام الاصطناعي: يملك هذا النوع من الذكاء الاصطناعي القدرة على التكيف تشبه قدرة الانسان. بالتالي قد يكون قادراً على حل مشاكل لم يتم تدريبه عليها من قبل. وهذا النوع من الذكاء الاصطناعي لازال قيد التطوير حتى الآن وليس من الواضح إذا ما سيتم إطلاقه أم لا. لما سيترتب عليه من مخاطر قد تسبب مشكلات جسيمة في المستقبل.
الخلاصة
في نهاية المطاف لابد من فهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي لنكون أكثر وعياً بالتقنيات الموجودة بين أيدينا ولنكون قادرين على الاستفادة منها بأقصى قدر ممكن. سواءً من خلال التعرف على الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط أو الغوص في هذا العالم الواسع.
اقرأ أيضا:
