لقد مر عام كامل منذ أن بدأت شركة آبل Apple في اعتماد USB-C كنمط اتصال سلكي بدلاً من منفذ Lightning تنفيذاً للوائح الاتحاد الأوروبي. ومع إطلاق سلسلة iPhone 16 صار من السهل معرفة نقاط القوة والضعف في موصل USB-C الخاص بآبل. والسؤال المطروح هنا هل أدى اعتماد Apple لهذا المعيار إلى استقرار عمل USB-C. أم أنها أفسدت الأمر تماماً مثلها مثل أي شركة أخرى؟
كيف استفادت Apple من اعتماد نمط USB-C في أجهزتها؟
في المقام الأول تغيير الموصلات في هواتف آبل يعتبر فوزاً كافياً بالنسبة لعشاق أجهزة آبل. حيث أنهم لم يعودوا في حاجة إلى حمل العديد من الكابلات لوصل أجهزتهم مع الطرفيات المختلفة. حتى بالنسبة للمستخدمين الذين يستخدمون أجهزة آبل فقط كان هذا التغيير أكثر ملائمة لهم.
بصفة عامة ينخفض عدد الملحقات المزودة بمنفذ Lightning بشكل ملحوظ. حيث تعمل أجهزة ايفون وايباد وماك بوك مع نمط USB-C بنفس الكفاءة التي كانت تعمل بها مع منفذ Lightning. والفرق الجوهري هنا أنها جميعها ستعمل مع أجهزة الأندرويد والملحقات الأخرى بكفاءة وبدون الحاجة إلى أي كابلات إضافية.
أبرز مميزات استخدام نمط USB-C
انتقال Apple إلى استخدام نمط USB-C له العديد من الميزات الأخرى. حيث استطاعت أجهزة iPhone 15 التي تعمل بمنفذ USB-C دعم DisplayPort. ممّا سمح للمستخدمين عرض شاشات أجهزتهم على شاشة خارجية بدقة تصل إلى 4K. بناء على ذلك ساهمت هذه الخطوة في تشغيل الفيديوهات بكفاءة أكبر وتقديم العروض التقديمية بشكل أسرع ولعب الألعاب على شاشات أكبر. ومع ذلك هذه الخطوة لم تكن سبباً أساسياً للشراء. بل فقط ميزة ثانوية يستفاد منها مستخدمو آبل وقد كانت موجودة في هواتف أندرويد بالفعل.
من ناحية أخرى حصل مستخدمو هواتف Pro على سرعات نقل بيانات مذهلة تصل إلى 10 جيجابت في الثانية الواحدة بفضل نمط USB-C. وهذا الأمر لم يكن ممكناً مع منافذ Lightning. وتعتبر هذه الميزة مهمة بالنسبة للمستخدمين الذين يلتقطون الصور ومقاطع الفيديو بصيغة RAW. والتي يمكن التقاطها باستخدام أوضاع ProRes والتصوير السينمائي من ابل.
فرصة آبل الضائعة في الاستفادة من نمط USB-C
عودتنا ابل على التميز والابتكار حتى في أصغر التفاصيل المتعلقة بهواتفها. ودائماً ما كانت تقود دفة التطوير في عالم الهواتف المحمولة. وهذا ما لم تفعله آبل في هواتف ايفون 15 و16. على سبيل المثال حققت ابل انتصاراً قوياً في سرعة نقل البيانات من خلال إصدارات برو من هواتفها التي تستخدم منفذ USB-C. ولكنها من ناحية أخرى استعملت USB-C 2.0 في هواتف ايفون 15 و16 التقليدية وإصدارات بلس. ممّا جعل مستخدمي هذه الهواتف عالقين في السرعات البطيئة والتي تبلغ 480 ميجابت في الثانية وهي نفس السرعات التي توفرها منافذ Lightning. ويمكن أن نستنتج من ذلك أن آبل تختار منافذ أرخص في منتجاتها الأكثر تكلفة. ممّا يجعل الإصدارات التقليدية عالقة في الماضي وغير قادرة على مواكبة التحديث الجديد.
في الحقيقة، الأمر لا يتوقف هنا وعلى الرغم من دعم إصدارات برو لنقل البيانات السريع كما ذكرنا سابقاً. إلا أنه يجب أن تشتري كابل USB-C عالي الجودة لتستطيع الاستفادة من ميزة سرعة نقل البيانات. حيث أن الكابل الذي توفره آبل في العلبة هو كابل USB-C إلى USB-C متوافق مع USB 2.0. بالتالي لازلت عالقاً في السرعات البطيئة ما لم تشتري كابل منفصل. فهل آبل تحاول التوفير لهذا الحد؟.
من ناحية أخرى فشلت آبل في الوصول إلى صيغة شحن سريع مبتكرة في انتقالها إلى USB-C. على الرغم من استخدام ابل لتقنية USB PD (USB Power Delivery) ولكنها لم تستخدم القدرات الأكثر سرعة ومرونة لهذه التقنية. حيث أنه وعلى الرغم من استخدام آبل لقوة شحن تتجاوز 20 واط إلا أنها لا زالت تعمل بقوة أقل من 30 واط ساعي حتى في آخر طرازات آيفون مثل ايفون 16 برو ماكس إذ أن سرعة شحنه تبلغ 27 واط والذي يستغرق أكثر من ساعة لملئ الجهاز بالطاقة. من جهة أخرى يبدو بأن آبل تتوجه أكثر ناحية تقنية MageSafe والتي شهدت زيادة في قدرات الشحن مؤخراً بقدرة وصلت إلى 25 واط.
الختام
في نهاية المطاف لا يمكن القول بأن آبل فشلت فشلاً ذريعاً في استخدامها لمنافذ USB-C ولكنها لم تحسن استغلال الفرصة فقط من وجهة نظري. وهذا الخطأ الذي وقعت فيه جميع الشركات من قبلها تقريباً حيث كان من المفترض استخدام تقنيات أحدث بالنسبة لمنافذ الشحن إذ أن اختيارات آبل لم تكن في المستوى المتوقع منها على الإطلاق.
*ملاحظة* جميع المعلومات المكتوبة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا يقصد بها التشهير أو الإساءة إلى أي علامة تجارية.