أنت تتابع هذا الموقع من جهاز كمبيوتر سواء كان حاسوب أو هاتف محمول فكلاهما أجهزة حاسوبية في النهاية لكن كيف بدأ كل شيء ومن أين؟ سنأخذك في هذا المقال إلى رحلة نغوص بها في تاريخ صناعة الحواسيب ونتوقف في كل مرحلة من مراحل تطور اجهزة الحاسب عبر الزمن لنعرف بماذا كانت تستخدم الحواسيب في كل مرحلة وحقبة زمنية من تلك الفترات.
تطور اجهزة الحاسب
سنبدأ رحلتنا في مراحل تطور اجهزة الحاسب بدءً من الحواسيب التي نستخدمها اليوم وصولاً إلى أول حاسوب في تاريخ البشرية. تجهز لرحلتك بدءً من حاسوبك الصغير المستخدم في يدك حيث سنصل معاً إلى أعمق نقطة في تاريخ نشأة الأجهزة الحاسوبية وما كانت عليه.
حواسيب الجيل الخامس
حواسيب الجيل الخامس هي الأجهزة الموجودة في أيدينا في الوقت الحاضر. فقد تقول لي أنه الآن يوجد جيل ثالث عشر وسيصدر الجيل الرابع عشر قريباً. فاسمح لي بأن أقول لك عزيزي القارئ أن ما تتحدث عنه هو أجيال المعالجات وليس أجيال الحواسيب. والجيل الخامس هنا هو تلك الحواسيب التي تعمل بالمعالجات الدقيقة والذكاء الاصطناعي. وهي تلك الحواسيب التي نستخدمها الآن والتي سوف نستخدمها في المستقبل القريب.
المقصود بالمعالجات الدقيقة هي تلك المعالجات من الجيل الثالث عشر والأجيال التي تلتها فتلك الأجيال هي أجيال معالجات كما ذكرنا سابقاً. أما آلية عمل تلك المعالجات هو مبدأ المعالجة المتوازية والتكامل واسع النطاق وذلك يعني استخدام عدة معالجات متوازية في الحاسوب الواحد لأداء المهام في نفس الوقت. على سبيل المثال المعالجات الثمانية النواة هي عبارة عن وحدتي معالجة كل منها بأربع أنوية تعمل مع بعضها لأداء المهام المختلفة بشكل أسرع.
يتم التعامل مع كمبيوترات الجيل الخامس من خلال الكثير من اللغات البرمجية مثل PHP – Python – JAVASCRIPT والعديد من اللغات المعروفة. علاوة على أنه الآن بات بالإمكان التعامل معها باللغة المنطوقة للإنسان بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الحواسيب الطبية وبرامج التعرف على الصوت. على الرغم من ذلك قد يدخل الذكاء الاصطناعي في البرمجة بشكل أوسع في المستقبل القريب.
لإدخال البيانات وإخراجها في هذه الحواسيب يتم استخدام الشاشات والطابعات ولوحات المفاتيح والفأرة بالإضافة إلى شاشات اللمس كما في الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة. أما بالنسبة للذواكر فيتم استخدام RAM وROM بالإضافة إلى ذواكر التخزين الخارجية مثل ذواكر USB والأقراص الممغنطة CD – Floppy والمضغوطة DVD علماً بأنه لم يعد أحد يستخدمها بعد الآن.
يتم استخدام هذه الحواسيب في مختلف مجالات الحياة وباتت ملازمة لنا في جميع الأوقات. فمن لا يستخدم الحاسوب أو الهاتف الذكي علاوة على الاستخدامات في الروبوتات والأجهزة الطبية وأجهزة الألعاب المختلفة.
حواسيب الجيل الرابع
إذا كنت تعتقد عزيزي القارئ بأنك عرفت ما هي الحواسيب ومراحل تطور اجهزة الحاسب من الفقرة الأولى يؤسفني أن أقول لك أننا كنا لا نزال على السطح وبدءً من الآن بدأت رحلتنا الحقيقية. حيث أنه قبل ظهور الشكل الحالي من الحواسيب كانت تستخدم حواسيب الجيل الرابع والتي بدأ استخدامها في عام 1971. وفي تلك الفترة تم استخدام المعالجات الدقيقة في الحواسيب لأول مرة.
ساهمت المعالجات الدقيقة في تحسن أداء الحواسيب وزيادة سرعتها بشكل ملحوظ علاوة على تقليل استهلاكها للكهرباء وانبعاث الحرارة منها. من ناحية أخرى أصبح حجم الحواسيب أصغر ووزنها أخف وصار نقلها أسهل بكثير إذ كانت الحواسيب قبل ذلك ضخمة جداً.
أما بالنسبة للغات البرمجة التي تم استعمالها في هذا الجيل من الحواسيب فهي JAVA – JAVASCRIPT – C# – PYTHON. وحينها بدأت البرامج التي يمكن استخدامها من قبل المستخدمين العاديين في الظهور. إذا بات الحاسوب من أبرز الكماليات التي تمتاز بها المنازل الثرية في تلك الحقبة.
بينما تم استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح والشاشة والطابعة كوحدات إدخال وإخراج بيانات في تلك الفترة كما تم دخول الماسحات الضوئية لأول مرة في ذلك النوع من الحواسيب. من ناحية أخرى ظهرت وحدات تخزين RAM وROM في تلك الفترة علاوة على الأقراص الممغنطة Floppy كوحدات تخزين خارجية قابلة للنقل. كما تم اعتبار تلك الحواسيب أول حواسيب في العالم موجهة للاستخدام الشخصي. إذ كان يمكنك نقلها واستخدامها في المنزل.
تعرف على: اول كمبيوتر في العالم
حواسيب الجيل الثالث
بالغوص أعمق في مراحل تطور اجهزة الحاسب وتحديداً إلى فترة ما بين 1964 – 1971. وقبل اختراع المعالجات الدقيقة تم استخدام الدوائر المتكاملة التي تعرف باسم IC أو أشباه الموصلات. وهي عبارة عن مجموعة من الترانزستورات الصغيرة المتراصة على رقائق من السيلكون.
وقد ساهم هذا الأمر في تقليل تكلفة صناعة الحواسيب علاوة على صغر حجمها عما كان في السابق وزيادة سعتها وكفاءتها. على الرغم من كل ذلك إلا أن الحواسيب في تلك الفترة كانت تحتاج لمكتب خاص بها مع الكثير من أنظمة التبريد والتهوية.
وفي تلك الحقبة تم اختراع لغتي البرمجة BASIC – PASCAL اللتان تعتبران أساس لغات البرمجة الحديثة التي تحدثنا عنها.
وقد تم استخدام لوحات المفاتيح والشاشات والطابعات والأقراص الممغنطة Floppy كوحدات إدخال وإخراج في تلك الحواسيب. من ناحية أخرى تم اعتماد النواة المغناطيسية كذاكرة في تلك الحواسيب وأقراص Floppy الممغنطة كذواكر خارجية.
في تلك الحقبة كانت الشركات الصغيرة والمتوسطة علاوة على الشركات الكبيرة هي من يستخدم الحواسيب فقط. ولم يكن حينها متاحاً للاستخدامات الشخصية.
حواسيب الجيل الثاني
بالتعمق أكثر في مراحل تطور اجهزة الحاسب وتحديداً في الفترة بين 1956 – 1964 تم استخدام الترانزستورات في الحواسيب والتي كانت الأساس في صناعة أشباه الموصلات فيما بعد. حيث ساهم الترانزستور في تقليل سعر الحاسوب بشكل ملحوظ عن قبل. علاوة على تقليل انبعاث الحرارة منه واستهلاكه للكهرباء وتقليل حجمه كذلك. إذ أنه أضخم من حواسيب الجيل الثالث بقليل فقط.
للتعامل مع حواسيب الجيل الثاني تم استخدام لغات مثل لغة التجميع والتي كانت أشبه بأكواد جاهزة للتعامل مع الحاسوب بالإضافة إلى لغة الآلة التي كانت تستخدم منذ زمن آنذاك. ومن أشهر لغات التجميع في تلك الفترة كانت لغات FORTRAN – ALGOL – COBOL.
وبالنسبة لوحدات الإدخال والإخراج في تلك الفترة فقد كانت مقتصرة على الأقراص الممغنطة حيث كان استخدام الكمبيوتر يحتاج إلى مختص لإدخال البيانات فيه. أما بالنسبة للذواكر في هذا الجيل فقد ظهرت النواة المغناطيسية لأول مرة في تلك الفترة بالإضافة إلى الأقراص الممغنطة التي كانت تعمل كوحدات إدخال وإخراج إلى جانب عملها كذواكر في نفس الوقت.
في تلك الفترة كانت الحواسيب مكلفة وغالية الثمن جداً. ولم يكن أحد قادر على شرائها سوى الشركات الكبيرة التي كانت تستعملها لتسريع عملياتها وتنظيم حسابات الشركة فقط. علاوة على الاستخدامات العسكرية الحسابية.
حواسيب الجيل الأول
بالغوص إلى أعمق نقطة في مراحل تطور الحواسيب. نصل إلى حواسيب الجيل الأول التي ظهرت منها بداية العصر التكنولوجي بين عامي 1940 – 1955. وقتها لم يكن هناك ترانزستورات بعد بل كان يستخدم لتشغيلها ما يسمى بالأنابيب المفرغة. والتي يمكن الحصول على معلومات أكثر عنها بقراءة مقال مراحل تطور الكمبيوتر.
تخيل معي عزيزي القارئ بأنه في تلك الفترة كنت تحتاج لغرفة كبيرة جداً وواسعة لوضع الحاسوب فيها. ناهيك عن الضوضاء الضخمة الصادرة منه والحرارة العالية والاستهلاك الهائل للكهرباء كذلك. وهنا تم استخدام لغة الآلة فقط للتعامل مع تلك الحواسيب.
في تلك الفترة كانت وحدات الإدخال والإخراج مقتصرة على البطاقات المثقوبة والتي كان يعني كل ثقب فيها 1 أما الجزء الغير مثقوب هو 0. أما بالنسبة للذواكر فتم استخدام الأشرطة الممغنطة كذواكر تخزين حيث كان الشريط أشبه بشريط كاميرا الفيديو القديم لكنه كان يعتمد على التحريض المغناطيسي لحفر البيانات عليه.
هكذا تم استعمال حواسيب الجيل الأول في الاستخدامات العسكرية فقط حيث أنشأت لهذا الغرض بالتحديد. لكنها لم تكن عملية إلى حد كبير حيث كانت بطيئة ومقتصرة على عملية حسابية فقط عند كل تشغيل. علاوة على الاستهلاك العالي للكهرباء حيث تم استخدامها فقط للحساب والتخزين.
قد يهمك: أنواع الحاسوب المحمول
الخلاصة
في النهاية هل يمكنك مقارنة حاسوبك الذكي مع حواسيب الجيل الأول؟ لذلك يمكنك أن ترى تطور اجهزة الحاسب الواضح. حيث تم اختراع أجهزة الحاسب من الأساس لتسريع الحسابات والقيام بعمليات حسابية في أقل وقت ممكن. بناء على ذلك نتج في النهاية الشكل الحالي للحواسيب التي يمكنها القيام بملايين العمليات في الثانية.