الكمبيوتر بشكله الحالي كما تعرفه ليس أول شكلٍ من أشكال الكمبيوترات وليس مجرد تطورٍ بسيط على النسخة الأولى، بل الفرق بينهما شاسعٌ جداً حيث يمكن القول عن مراحل تطور الكمبيوتر بأنها قفزات نوعية في صناعة الحواسيب وقد مر بخمس أجيالٍ من التطور تعرفوا معنا عليها في السطور القادمة.
الجيل الأول من الكمبيوتر
ظهر الجيل الأول من الحواسيب ما بين 1940 – 1950. وقد تم اختراع أول جهاز كمبيوتر من قبل المهندس الألماني كونراد سوزه Konrad Zuse وكان اسمه Z3. وبعدها بعام اخترع الأمريكيين جون أتاناسوف John Atanasoff وكليفورد بيري Clifford Berry أول جهاز يعمل بالنظام التماثلي.
في تلك الحقبة كانت التكنولوجيا المستخدمة تكنولوجيا الأنبوب المفرغ وهو أنبوب زجاجي هش. حيث تم استخدام أعداد مهولة من تلك الأنابيب في الحواسيب قد تصل إلى 20 ألف أنبوب. كما كانت أجهزة الكمبيوتر تلك ثقيلة جداً وبغاية الضخامة حيث كان يصل حجم الحاسوب الواحد إلى حجم غرفة كبيرة.
كما كانت البرمجة آنذاك عملية شاقة للغاية ويعود السبب في ذلك لعدم استخدام أي نظام تشغيل في حواسيب الجيل الأول. وكذلك استخدام لغة برمجة ذات مستوى منخفض وهي لغة الآلة. وهذا ما جعل مهام الحاسوب مقتصرة على الحساب والتخزين والتحكم.
استخدمت حواسيب تلك الفترة الشريط الورقي والبطاقات المثقوبة كوحدات إدخال وإخراج. والأشرطة الممغنطة كذواكر رئيسية وبناء على ذلك كانت الحواسيب بطيئة جداً وتستخدم الكثير من الكهرباء مما جعلها غير عملية إلى حدٍ كبير.
من أبرز الأمثلة على تلك الحواسيب هي حواسيب إينياك ENIAC الذي كان يستخدم حوالي 18000 أنبوب مفرغ ويونيفاك UNIVAC وIBM 650 وIBM 701.
اقرأ أيضاً: اول كمبيوتر في العالم
الجيل الثاني من الكمبيوتر
8ظهر الجيل الثاني من الحواسيب مع ظهور الترانزستورات ما بين 1956 – 1963. حيث ظهرت الترانزستورات لأول مرة في مختبرات بيل Bell. وكان أول حاسوب يعمل بالترانزستور هو حاسوب Transac S-2000 الذي ظهر في عام 1958 والمصمم من قبل شركة فيلكو كورباريشن Philco Corporation.
يعتبر الجيل الثاني من الحواسيب من أبرز مراحل تطور الكمبيوتر. وذلك لأن استخدام الترانزستورات بدلاً من الأنابيب المفرغة ساهم بشكلٍ كبير في تقليل حجم الحاسوب واستهلاكه للكهرباء. وتخفيض سعره إلى حدٍ كبير كما قلل من انبعاث الحرارة منه كذلك.
من ناحية أخرى استخدمت حواسيب الجيل الثاني لغة التجميع بالإضافة إلى لغة الآلة مما سهل برمجته على المبرمجين بشكلٍ كبير. حيث ظهرت ثلاث لغات برمجة أساسية وهي فورتران FORTRAN في عام 1956 وألجول ALGOL عام 1958 وكوبول COBOL عام 1959. وهي جميعها لغات برمجة منخفضة المستوى.
ظهرت النواة المغناطيسية لأول مرة في حواسيب الجيل الثاني كذاكرة للحاسوب والتي كانت تعمل جنباً إلى جنب مع الأشرطة والأقراص الممغنطة. وكذلك تم استخدام الأقراص المغناطيسية بدلاً من الأشرطة الورقية كوحدات إدخال وإخراج إلى جانب البطاقات المثقوبة.
ومن أبرز كمبيوترات الجيل الثاني التي ظهرت في تلك الفترة هي PDP 8 وIBM 1400 وIBM 7090 وUNIVAC 1107 وCDC 3600.
الجيل الثالث من الكمبيوتر
تعتبر معالجات الجيل الثالث قفزة نوعية في مراحل تطور الكمبيوتر والتي بدأت من عام 1964 وحتى عام 1971 حيث تم استبدال الترانزستورات بالدوائر المتكاملة المعروف باسم آي سي IC. حيث تم وضع مجموعة من الترانزستورات الصغيرة على رقائق السيلكون المعروفة باسم أشباه الموصلات.
بناء على ذلك احتوت الدارة الواحدة على مجموعة من الترانزستورات والمقاومات والمكثفات. وهذا ما ساهم بشكلٍ كبير في تقليل التكلفة وحجم الحاسوب كذلك وزيادة السعة والكفاءة من ناحية أخرى. كما تم استخدام لغات برمجة عالية المستوى مثل باسيك BASIC وباسكال Pascal بدلاً من لغة التجميع التي صارت بدائية.
وهكذا تم اعتماد النواة المغناطيسية والأقراص الممغنطة في حواسيب الجيل الثالث كسابقاتها في الجيل الثاني لكن اختلف الأمر قليلاً في وحدات الإدخال والإخراج حيث تم استخدام الشاشة ولوحة المفاتيح والطابعة بالإضافة إلى الأشرطة المغناطيسية.
ومن أبرز حواسيب تلك الحقبة IBM 360 وIBM 370 وNCR 395 وPDP 11 وUNIVAC 1108 حيث سعت الشركات الكبيرة في تحديث أجهزتها جيلاً بعد جيل.
قد يهمك: الحاسوب ومكوناته
الجيل الرابع من الكمبيوتر
ظهر الجيل الرابع من أجهزة الحاسوب في عام 1971 حيث تم استخدام المعالجات الدقيقة VLSI للمرة الأولى. والمعالجات الدقيقة هي مجموعة من الدوائر المتكاملة المبنية على شريحة واحدة. وأكثر ما يميزها أن معالجاً دقيقاً واحداً قادر على جمع الدوائر الخاصة بالحسابات والعمليات المنطقية والتحكم في شريحة واحدة. ولازالت تستخدم حتى اليوم.
كما أدى استعمال المعالجات الدقيقة VLSI إلى زيادة سرعة وأداء الحواسيب بشكل كبير بالإضافة إلى تقليل استهلاكها للكهرباء وتقليل انبعاث الحرارة منها وكذلك صغر حجمها مما سهل نقلها بشكل كبير على سبيل المثال يسهل نقل الحواسيب المكتبية مقارنةً بالحواسيب العملاقة.
يعد استخدام الذواكر في الجيل الرابع من أبرز مراحل تطور الكمبيوتر حيث تم استخدام أشباه الموصلات كذواكر في حواسيب هذا الجيل وهو ما يعرف بذاكرة الوصول العشوائي RAM وذاكرة القراءة فقط ROM مع استخدام الأقراص الممغنطة كسعة تخزين.
علاوة على دخول الماسحات الضوئية كوحدات إدخال وإخراج إلى جانب الشاشة والطابعة ولوحة المفاتيح والماوس. كما تم استخدام لغات برمجة ذات مستوى عالي مثل سي شارب C# وجافا JAVA وجافا سكريبت JavaScript وبايثون Python.
ومن أبرز حواسيب الجيل الرابع التي انتشرت حول العالم IBM PC وSTAR 1000 وكذلك Apple II وApple Macintosh وجهاز Alter 8800.
الجيل الخامس من الكمبيوتر
حواسيب الجيل الخامس هي آخر مرحلة في مراحل تطور الحواسيب حيث تعتبر حواسيب الحاضر والمستقبل. وتعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى المعالجات الدقيقة. وهذا ما يطلق عليه المعالجة المتوازية والتكامل واسع النطاق ULSI ويعني استخدام معالجين متوازيين أو أكثر لأداء المهام في وقتٍ واحد.
كما أن الجيل الخامس من الحواسيب يفهم لغة الإنسان ويمكنه التعامل مع الأوامر الموجهة إليه باللغة المنطوقة دون الحاجة إلى اللغات البرمجية في أغلب الأحيان. وكل ذلك بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال برامج التعرف على الصوت والحواسيب المستخدمة في المجالات الطبية والترفيه.
من ناحية أخرى تعتبر كمبيوترات الجيل الخامس هي الأسرع والأكثر كفاءةً من حيث الأداء. علاوة على ذلك تحتوي على مساحات تخزينية هائلة وكذلك حجم صغير جداً مقارنةً بالأجيال السابقة. وهذا ما جعلها لصيقة للإنسان كما في الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة.
فيما يتعلق بوحدات الإدخال والإخراج فتعتمد أجهزة الجيل الخامس على شاشات اللمس وتقنيات الإدخال بالكلام علاوة على الشاشات والطابعات ولوحة المفاتيح والماوس وغيرها من التقنيات المعروفة. أما الذواكر فتعتمد على نفس التقنيات المستخدمة في الجيل الرابع.
ومن أبرز الأمثلة على أجهزة الجيل الخامس الحواسيب المكتبية والمحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والروبوتات كذلك.
اطلع على: طريقة تحويل الحاسوب لجوال وتشغيل تطبيقات الاندرويد على الكمبيوتر
الخاتمة
في النهاية إذا ما تصورنا كيف كان الكمبيوتر في الماضي ومراحل تطور الكمبيوتر إلى أن صار بشكله الحالي يمكننا تخيل كيف سيكون شكله في الأعوام القادمة. على الرغم من عدم تطبيق الذكاء الاصطناعي 100% في الوقت الحاضر لكن هذا ما سيكون عليه شكل الحواسيب مستقبلاً.