أولت الحكومة في المملكة العربية السعودية اهتماماً خاصاً في تدريس تخصص الأمن السيبراني أو ما يعرف ب أمن التكنولوجيا و المعلومات ضمن جامعاتها الرائدة. بوصفه علماً حديثاً و معاصراً يقوم على تحصين الأنظمة و الشبكات من الهجمات الإلكترونية المحتملة ، و بالتالي مكافحة القرصنة و الجرائم الإلكترونية. و يأتي هذا الاهتمام عقب التحول الرقمي الذي طال معظم مؤسسات الدولة و الشركات الخاصة. مما جعله تخصص خصب و واعد ، يُوجب الاستثمار فيه. في هذا المقال سنتحدث عن تخصص الأمن السيبراني و أفاقه و مجالات العمل التي تشف عنه ، كما سنفرد مساحة خاصة للحديث عن كلية الأمن السيبراني في الرياض ، فضلاً عن الجامعات الأخرى التي تُدرس هذا التخصص.
ما هو تخصص الأمن السيبراني؟
يُعرف الأمن السيبراني على أنه العلم الذي يتولى حماية و تأمين المعلومات على الشبكة و أجهزة الحواسيب. و ذلك ضد أي مخاطر محتملة من عمليات اختراق أو تجسس و قرصنة. و قد برزت أهمية هذا العلم نتيجة التوجه العالمي إلى اعتماد الرقمنة على كل الأصعدة و في جميع المجالات. فمثلاً اليوم كل البنوك تعمل على تطوير أنظمة تُدير تعاملاتها المالية بشكل يسهل الخدمة على العميل و على البنك في ذات الوقت. و بطبيعة الحال هذه الأنظمة قد تكون عرضة للاختراق ، و بالتالي و اجراء عمليات اختلاس و سرقة. مما يفرض بالضرورة وجود أنظمة أخرى ترعى حمايتها من هذه التهديدات. ليشرئب لنا الأمن السيبراني بوصفه طوق نجاة من هذه التهديدات. و قس على هذا الكثير من الأمور كالمؤسسات الحكومية و الشركات الخاصة و الجامعات الإلكترونية و غيرها ، جميعها لديها أنظمة إلكترونية بحاجة إلى كفالة الأمن السيبراني من انتهاكات الجرائم الإلكترونية.
هذا و يتم تأهيل الطالب من خلال تخصص الأمن السيبراني للتعامل مع مختلف الاستراتيجيات و البروتوكولات و الخطط المتبعة في عمليات الحماية للأنظمة الإلكترونية ، و بالتالي منع الاستغلال و الدخول غير المصرح به و الجرائم الإلكترونية. ليكون متخصص الأمن السيبراني بمثابة شرطي النظام الإلكتروني.
و في ظل سعي المملكة العربية السعودية لمواكبة التطورات العالمية. فقد عملت على إدراج تخصص الأمن السيبراني في العديد من جامعاتها. و نُصّبت مدينة الرياض لتكون عاصمة الأمن السيبراني من خلال احتضانها لكلية الأمن السيبراني و البرمجة و الذكاء الاصطناعي. و التي تقوم بمنح شهاداتها و تأهيل طلابها ضمن مجالات الأمن السيبراني
كلية الأمن السيبراني في الرياض
تم تأسيس كلية الأمن السيبراني في الرياض تماشياً مع رؤية المملكة 2030. في سعياً من المملكة العربية السعودية لتتماشى مع النهضة التقنية التي يشهدها العالم. و تنفيذاً لرؤيتها المستقبلية الرامية إلى تأسيس مجتمع راقي و متطور ، و ذلك من خلال رفد السوق بالمتخصصين بمجال الأمن السيبراني الذي تتعاظم أهميته بمنحى متصاعد بوتيرة سريعة ، و بالتالي مكافحة القرصنة و الجرائم الإلكترونية
هذا و تعمل كلية الأمن السيبراني في الرياض على استهداف خريجي الثانويات و خريجي الجامعات. بإتاحة الفرصة لدراسة مختلف فروع و روافد تخصص الأمن السيبراني. إذ تعمل الكلية على تقديم أربع مراحل من التعليم الأكاديمي و هي:
- الشهادة الجامعية المتوسطة لمدة سنة
- الدبلوم لمدة سنتين
- البكالوريوس لمدة أربع سنوات
- الشهادة الجامعية العليا لمدة سنة بعد البكالوريوس
هذا علاوةً على برامج التدريب التي تجريها ، و ذلك بغرض منح شهادات الاعتماد المقدمة من المعاهد العالمية المتخصصة بالأمن السيبراني.
أما على صعيد الكادر التدريسي الذي يدير هذه المؤسسة التعليمة ، فقد أكد عميد كلية الأمن السيبراني في الرياض أنه يتم استقطابهم من خلال التعاقد مع كبرى الجامعات العالمية المتخصصة بحقل الأمن السيبراني و البرمجة و الذكاء الاصطناعي ، و بالتالي يتم العمل تباعاً على تدريس 8 تخصصات تدور في فلك الأمن السيبراني و هي:
- بكالوريوس الجرائم الإلكترونية
- بكالوريوس العمليات السيبرانية
- بكالوريوس الذكاء الاصطناعي
- دبلوم التحقيق في الجرائم الإلكترونية
- بلوم الدفاع السيبراني
- دبلوم البيانات الضخمة
- دبلوم الاستجابة للحوادث السيبرانية
- دبلوم حوكمة أمن المعلومات
دوافع انشاء كلية الأمن السيبراني في الرياض
- تنامي عملية التحول الرقمي في المملكة
- تزايد المخاطر التي تهدد الأمن الوطني. لا سيما مع الشح الحاد في تخصص الأمن السيبراني
- الحاجة الكبيرة و الماسة إلى وجود مؤسسة تعليمية وطنية تعمل على رفد السوق الوطني بمئات الطلاب المتخصصين بمختلف مجالات الأمن السيبراني
- إتاحة الفرصة و المجال لتلاقح الأفكار ، لينتج عنها تقنيات نعمل على توطينها. خاصة أن التقنيات الحديثة المهتمة بهذا الحقل تحظر بعض الدول المتقدمة الإفصاح عنها و تصديرها
مجالات العمل التي يستطيع أن يشغلها خريج كلية الأمن السيبراني في الرياض
بطبيعة الحال إن الدافع و المحرك الأساسي لكل طالب بصدد تحصيل علمي ما أن يكون على دراية بمجالات العمل المتاحة ضمن هذا التخصص الذي يتطلع إلى دراسته. و بالنسبة لمجالات العمل التي يستطيع أن يشغلها خريج كلية الأمن السيبراني في الرياض هي:
- محقق أدلة جنائية حاسوبية
- استشاري أنظمة حاسوبية
- أخصائي علوم تطبيقية
- أخصائي جرائم إلكترونية
- باحث في علوم الحاسوب
- أخصائي في علوم تطبيقية
- أخصائي تحليل جنائي
- مستشار أمن إلكتروني
- مدير الحوادث و التهديدات التقنية
- مدير مشروع تقنية المعلومات
مميزات دراسة تخصص الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية
- تعلم كلية الأمن السيبراني في الرياض و غيرها من الجامعات التي تدرس هذا التخصص. على توفير بيئة تعليمة فريدة و متميزة لكل الطلاب سواء السعوديين أو الأجانب على حد سواء
- توجه السعودية إلى التعاقد مع كبرى الجامعات المتخصص بمجال الأمن السيبراني ، و بالتالي هذا يقود إلى وجود نظام تعليم متكامل و متطور
- تستطيع الحصول على شهادات جامعية معترف فيها عالمياً
- رفد السوق و المجتمع التقني بأفضل الكوادر المختصة بمجال الأمن السيبراني ، و ذلك من خلال التدريبات الدورية التي تجريها مما يعزز من روح التنافس و خلق الأفكار
- الحصول على مختلف الحاجيات و الأدوات و البرامج التي من شأنها أن تساعدك في تحصيلك العلمي
- اعتماد تكاليف رخيصة لدراسة الأمن السيبراني ، و ذلك بالمقارنة مع الجماعات العالمية التي تعمل على تدريس هذا التخصص.
جامعات أخرى في المملكة العربية السعودية تقوم بتدريس الأمن السيبراني
علاوةً على كلية الأمن السيبراني في الرياض توجد جامعات أخرى ضمن السعودية تقوم أيضاً بتدريس أمن المعلومات و التكنولوجيا. و هذ الجامعات هي:
- جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن التي تقع في الرياض ، و تعتبر أول جامعة في المملكة خاصة بالبنات
- جامعة الملك سعود ، و هي جامعة حكومية مستقلة تقع أيضاً في الرياض و تأسست عام 1957. و تعتبر ثاني جامعة تم تأسيسها بعد جامعة أم القرى
- جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل ، و هي جامعة حكومية تأسست عام 1975م تقع على الطريق الساحلي الواصل بين الدمام و الخبر
- جامعة الأمير سلطان ، تأسست عام 1999م تقع في الرياض
- جامعة دار الحكمة للبنات تقع في مدينة جدة
- جامعة الأمير مقرن التي تم تأسيسها عام 2014 في المدينة المنورة
في الختام كانت هذه مقالتنا عن كلية الأمن السيبراني في الرياض. هذا العلم الذي تتعاظم أهميته يوماً بعد يوم ، نتيجة الثورة الرقمية التي عصفت بالعالم و غيرت ملامحه. و خلقت عالماً رقمياً موازياً بحاحة إلى حماية و مراقبة لكون الجرائم الإلكترونية لا تقل خطورة و تهديد عن أشباهها التقليدية. لا تنسى مشاركة المقال مع أصدقائك و زيارة صفحتنا على الفيس بوك للاطلاع على أحدث المقالات
اقرأ أيضاً:
اهمية الامن السيبراني | مع ذكر المجالات التي يتخصص بها